التنظيم السري

د.ج 900,00

وضح في الوجوه ما يشبه الذهول فقال: المهمة ظاهرها الترفيه ولكنها تنطوي علي جدية فائقة ويحف بها الخطر من كل جانب.. فليوطن كل نفسه علي التضحية. وقلب عينيه في وجوهنا متسائلا: هل من أسئلة؟ وفي الحال سألته: أنعتبر حديثك من المجاز والرمز؟ فأجاب ببساطة: بل إنه واقع وحقيقة… هل حقا تحفظنا ألحانا لننشدها؟ بكل تأكيد. لكننا لسنا مغنين. كل فرد يستطيع أن يغنى في حديقة عامة فيسمعه من يشاء أن يسمع. من ناحيتي لا أملك أي موهبة غنائية. لا يهم. العبرة باللحن أما الأغنية فأغنية حب من لون جديد! قد يعتبر الجمهور غناءنا تكديرا لصفوه؟ ربما وقد يسخر منا؟ ربما وقد يتعدي علينا؟ ربما، ولذلك لابد من توطين النفس علي التضحية. فقال زميل منفعلا: عملنا السابق أخف رغم عنفه. فأجاب باسما: محتمل جدا. وترددت قليلا ثم قلت: لدى سؤال وأخاف العقاب. فقال “ب” بسرعة: لا موضع للعقاب في قاموسنا. فسألته: وما جدوى الأغاني والألحان والغناء؟ فقال بهدوء: أكبر مما تتخيل. فسألت مندفعا بشجاعة جديدة: وهل وافق رئيسنا الأعلى على عمل أسرتنا؟ فقال باسما: لسنا إلا ادوات تنفيذ

غير متوفر في المخزون

الوصف

كتب نجيب محفوظ قصة «التنظيم السري»، وصدرت ضمن مجموعة تحمل العنوان نفسه سنة 1984؛ وأتصور أنه كتبها على خلفية اغتيال الرئيس السادات سنة1981، والاغتيالات التي تعرضت لها شخصيات مصرية قبل وبعد السادات.

وعلى الرغم من قصر القصة، نحو عشرين صفحة، فإنها تقدم لنا طريقة تجنيد الأعضاء في الخلايا السرية، وعمل تلك الخلايا أو الأسر؛ وعدد كل أسرة خمسة، وبواسطة هذه الأسر يمكن للقائد الأعلى للتنظيم أن ينفذ أي عملية في أي مكان، قبض على أحد أفراد أسرة؛ وفى السجن اعترف بكل شيء، ووجد في اليوم الثاني مسموماً داخل الزنزانة، عقاباً له من التنظيم، ويعلن في الأسرة: «هذا عقاب من لا يصون السر».

في تلك الفترة المبكرة نبهنا المبدع الكبير إلى ما بات يعرف بيننا الآن باسم «الخلايا النائمة»، في كثير من المواقع ويتم تحريكها في الوقت الذي يراه زعيم التنظيم لتنفيذ عملية ما.

جريدة الرؤية