الوصف
حمد الحمادي
لا يعرف الخذلان مثل أولئك الذين وجدوا أنفسهم فجأة وسط حرب لا ذنب لهم فيها، لا ذنب لهم سوى عجزهم عن استشراف القلوب. حربٍ تجعلهم يعملون ضد أوطانهم دون أن يعلموا، حربٍ تجعلهم يكتشفون أن الحقيقة لا تموت رغم كلالجنائز ومراسم النعي وسرادقات العزاء التي يقيمها لها أعداؤها، وأن نهاية الظالم لا تتأخر إلا لأن الله يريد له نهاية أسوأ مما يتوقع الجميع. حربٍ تجعلهم يوقنون أن استشراف المستقبل وحده لا يكفي، وأن الكره الحقيقي أفضل ألف مرة من الحب المزيف. نعم، ما من شيء يضع الأشخاص في أماكنهم الحقيقية مثل الخذلان، ليرحلوا بلا رجعة ويبقى الوطن يساراً جهة القلب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.